الخميس، مارس 15، 2012

شخصية الطفل

السلام عليــكم ورحمــة الله وبركـاته 










الطفل كقطعة من الصلصال , تشكلها كما تريد , أحيانا يكون منظهرها جذاب لكن للأسف بلا مغذى ولا معنى , وأحيانا منظرها لا يحوى سوى تفاصيل بسيطة لكنه يحوى آلاف المعانى المخفاة وراء أستار المنظر .. فالأطفال هم سر الحياة نوعا ما , تبدئ بهم أجال جديدة , تقوم بهم شعوب وتنحط دول أخرى , انه الواقع , طفل يكبر ليكون شاب ومن ثم هذا الرجل الرائد فى مجاله أو الفاشل فى دائرته . 


لنبدأ فى موضوعنا الذى ندور حوله , انه شخصية الطفل ... 
كل طفل تملأه أحلام تدور فى خاطره دائمًا , آفاقه متفتحة ويقظة كلها تدور فى مواضيع مختلفة , بعضها واقعى وبعضها خيالى , وبعضها  ينفرد بها عقله لا تعرف ان كانت واقعية أم لا , لكن الامر يستدعى الاهتمام . فالفكرة كلها أنه طفل لا علم مافى الحياة من أوجاع وصراعات وغيرها من مصاعب هذه الحياة . للعلم الموضوع عبارة عن وجهات نظر متعددة من كبار المواقع والمفكرين والمحللين . 




أولاً : تكوين شخصية الطفل :-


1) الرعاية والاهتمام من الوالدين الغير مبالغ فيهما والشعور بالمسؤولية وتلبية حاجات الطفل الأساسية كالغذاء السليم ، الملبس النظيف ، التعليم الجيد والرعاية الصحية الصحية ومتابعته . 



2) إعطاء الطفل الفرصة للقيام بالأعمال الناجحة والتشجيع المستمر وإشعاره بسعادتنا لنجاحه بالقيام بها ولنحذر من تكليفه بمهام صعبة تفوق عمره العقلي والزمني و إلا شعر بالعجز وفقد الثقة في نفسه .

3) مراعاة حالة الطفل النفسية وشعوره والتغيرات التي تفرزها مثل القلق، عدم التكيف ، والشعور بالعجز ومحاولة علاج ذلك بالتهدئة وزرع الثقة في نفوسهم وإشعارهم بالحب والحنان والرعاية و إلا سوف تتحول إلى مشكلات نفسية تؤثر على سلوك الطفل كأن يصبح عدوانيا أو منطويا .

4) البحث عن نقاط القوة في الطفل وتعزيزها وتشجيعها وتنميتها وإرشاده إلى نقاط الضعف وكيفية التغلب عليها كالغضب السريع والخجل .

5) الاهتمام بهوايات الطفل وأنشطته وميوله وتوجيهها وتشجيعها كالقراءة والكتابة وجمع الطوابع ، ممارسة الرياضة بأنواعها . 





ثانيًا : فترة تكوين شخصية الطفل :-

أثبتت الدراسات والأبحاث العلمية أن مرحلة الطفولة المبكرة فى حياة الطفل تشكل البداية الأساسية لشخصيته, وترسم الخطوط الرفيعة و العريضة لما سيكون عليه مستقبله, ففى هذه المرحلة يحاول اكتشاف كل ما حوله ويتعرف على البيئة المحيطة من حوله, ويفحص كل شىء تقع عليه عيناه عن طريق قاموس مدركاته.

يقول " د. رسمى رستم " أستاذ التخطيط التربوى بالمركز القومى للبحوث التربوية والتنمية إن الاضطرابات النفسية التى يتعرض لها الأطفال مصدرها الأساسى الظروف والبيئة المحيطة فالطفل الذى لا يجد البيئة التى تشبع له احتياجاته, ويشعر بأنه غير مرغوب فيه فيصبح سيئ التوافق مضطربا نفسيا, أما الطفل الذى يجد الحب والحنان من والديه فيشعر بالسعادة والطمأنينة والرضا, فالطفل بطبيعته يستطيع أن يلمس هذا الحب فى بسمة سعيدة أو فى نظرة حب تشعره بدفء الحياة وجمالها.
ويضيف د. رسمى أن الطفل بحاجة إلى الشعور بالاطمئنان والأمان والهدوء النفسى داخل أسرته, فهى التى تحميه من أى مخاوف أو متاعب يشعر بها، والطفل حين ينظر إلى والديه يقتدى بهما وعلى خطواتهما يسير ومنهما يتعلم الحب والخير والحنو والصدق والالتزام.
فالطفل يقارن بين ما يقال وبين السلوك الحقيقى، فإذا وجد تناقضا بين ما يقال له وما يتم عمله بالفعل يصاب بالتمزق والاضطراب النفسى, ويفقد القدرة على التوازن والتمييز، وفى النهاية لابد أن يدرك الوالدان هذه الحقيقة ويكونا مثالا لكل الصفات الجميلة والطيبة حتى يشب الطفل على ذلك.




ثالثًا : ارشادات لتكوين شخصية الطفل :- 


مع بداية العام الثاني للطفل، تبدأ شخصيته المستقلة بالتكون، وعلى الأسرة أن تعامله كأحد أفرادها من خلال توفير الحاجات المادية الأساسية له مثل السرير، اللعب، الملابس، والقول: هذه لعبة زكي وهذا سرير زكي وهذا حذاء زكي، ومن خلال ذلك يبدأ الطفل بتكوين فكرة أولية عن ذاته من خلال الحاجات المادية الملموسة العائدة له، وبذلك تبدأ أيضاً شخصيته المادية بالتكون.
كذلك نعمل على تكوين الجانب المعنوي لهذه الشخصية من خلال مناقشته في شؤونه الخاصة وعدم فرض الرأي عليه، بل تعليمه وإقناعه بما هو مطلوب منه وبما يدور حوله، فمثلاً نقول له: هل تريد أن تأكل؟ هل تحب أن تلعب؟
هل ترغب في الخروج معنا؟ أي أننا نستعمل صيغة الاستفهام وليس صيغة الأمر مثل: تعال، اجلس، اذهب، نم، ويأتي دور الأهل هنا من خلال تمضية الوقت الكافي مع أطفالهم وحثهم وتشجيعهم على اللعب والنطق، وهذا يسهم في نموهم الذهني والاجتماعي ويزيد من استقلاليتهم واعتمادهم على أنفسهم.
التفاعل مع المحيط
يتفاعل الطفل مع محيطه ويتأثر بكل ما حوله، ويبدأ بتقليد كل ما يراه ويسمعه بمهارات بالغة، فتفكير الطفل المستمر وانشغاله الدائم بالأشياء، التي يسمعها ويراها، هو الذي يطور شخصيته وينمي مهاراته وإبداعه، كما أنه يخطو باتجاه السلوك الاجتماعي من خلال تقليد المحيطين به، فهو يقلد الأبوين والأشقاء والأقران ويكتسب المعرفة.
ويمكن لهذا التقليد أن يلعب دوراً إيجابياً في بناء شخصيته إذا توافرت الشروط، المناسبة لذلك، مثال على هذا: تقليد الطفل الصغير لأخيه الكبير، والتكلم بطريقة تشبه طريقته، والتصرف مثله، ومن خلال التشجيع والمديح والشرح يمكن تنمية وتطوير شخصية الطفل الصغير بالشكل الإيجابي.
تقول بعض الأمهات عن تصرفات بناتهن: إنها تقلدني في كل ما أفعله في البيت حتى جلوسي أمام المرآة وتلبس ملابسي، فهي تمسك أدوات المطبخ وتحاول أن تعمل بها.
أما عن الولد فإنه يقلد البطل في برامج الأطفال، حتى بعد انتهائها، حيث يتابع لعبة يتخيل فيها نفسه بطلاً ويقلد الشخصيات، التي يحبها في أفلام الكرتون. فالطفل بحاجة دائمة للمراقبة والتعليم حتى نساعده على التمييز بين الواقع والخيال، فهو يعجب بالشخصيات التي تطير، ويسعد كثيراً بمراقبتها في انتصارها على الأشرار. صحيح أنها تعزز قيم الخير عند الطفل؛ لكن يجب أن تقدم بشكل معقول، يتناسب مع قدراته الذهنية وتحت معرفة وإشراف الآباء.
التقليد عامل سلبي
إن التقليد عامل سلبي في المراحل المتأخرة من عمر الطفل، لأنه يسلبه شخصيته واستقلاله. فالأطفال يقلدون في البداية، لأنها مرحلة لابد منها، ولكن المطلوب تعليم وتشجيع الأطفال لتكون لهم شخصياتهم المميزة والمستقلة، لأن الشخصية المقلدة تكون مضطربة وغير مستقلة وبعيدة عن التطور.
إن طبيعة نمو الطفل تميل إلى التقليد، وأول ما نلاحظه بوضوح هو التقليد في الأصوات ثم الحركات، وقد يصبح أداؤه مماثلاً لوالديه بالنطق وحتى نبرة الصوت، فإذا قلت له: لا، مع حركة بالإصبع إشارة إلى الرفض، فإن الطفل لاحقاً سوف يقوم بنفس الحركة للدلالة على الرفض.
وفي البداية يقلد الطفل كل شيء، أي أنه يتوجه إلى تقليد الكبار من الآباء أو المعلمين إن نماذج مسرحية أو أبطال على الشاشة، ومع تقدم العمر يصبح التقليد إيجابياً، إذ يختار الطفل بعض الأشياء وليس كلها، ويعتبر التقليد إيجابياً عندما يقدم الفائدة والمعلومة الجديدة للطفل، أما عدا ذلك، فإنه تقليد سلبي كما في حالة الطفل الذي يقلد أخاه الأصغر منه، وهذه حالة تسمى: النكوص (أي رجوع الطفل في سلوكه إلى سنوات أصغر من عمره).
وإنه لمن المهم جداً الاهتمام بمهارات التفكير الصحيح عن طريق طرح مشكلات تتناسب مع عقلية الطفل وطلب الحل منه، والحوار معه وسؤاله باستمرار ليتوصل إلى الحلول السليمة بنفسه.
ويتعود على الحرية والتفكير المنطقي، وينبغي ممارسة هذه المهارات في الحياة اليومية مع الطفل وكذلك في المناهج الدراسية وطرق التدريس، حيث إن الاهتمام بمهارات التفكير يسهم في استثمار طاقات العقل عنده ويرفعها إلى مستويات عالية تساعد في نشوء طفل ذكي.
ومن مهارات التفكير: التخطيط، تحديد الهدف، جمع المعلومات، تنظيم المعلومات، الوصف، التلخيص، التطبيق، التحليل، الإنشاء، المقارنة، التعرف إلى الأخطاء، التقويم، إعادة البناء، الاستقراء.
أما أنواع التفكير فمنها: التفكير الإبداعي والعلمي والمنطقي والناقد.
إن نجاح الإنسان وسعادته في الحياة لا يتوقفان على ذكائه العقلي فقط، وإنما يحتاجان إلى نوع آخر من الذكاء وهو الذكاء الوجداني.
إن الذكاء الوجداني عبارة عن مجموعة من الصفات الشخصية والمهارات الاجتماعية التي تمكن الشخص من تفهم مشاعر وانفعالات الآخرين، ومن ثم يكون أكثر قدرة على ترشيد حياته النفسية والاجتماعية انطلاقاً من هذه المهارات.
فالشخص الذي يتسم بدرجة عالية من الذكاء الوجداني يكون لديه الكثير من القدرات والمهارات وغالباً يمتلك الصفات التالية:
- يسهل عليه تكوين صداقات جديدة.
- يستطيع أن يتحكم في انفعالاته.
- يمكنه التعبير عن مشاعره وأحاسيسه بسهولة.
- يميل إلى الاستقلال بالرأي والحكم وفهم الأمور.
- يحسن مواجهة المواقف الصعبة بثقة.
- يشعر بالراحة في المواقف الحميمة التي تتطلب تبادل المشاعر والمودة.

ولأجل تحقيق شخصية متماسكة وجيدة ينبغي اتباع الخطوات التالية:
1) ضرورة تنظيم الحياة اليومية للطفل عن طريق تحديد وقت مشاهدة التلفزيون ووقت آخر للعب مع تحديد وقت للنوم بما لا يقل عن 8) ساعات يومياً.
2)  تدريب الطفل على الاعتماد على نفسه في ارتداء ملابسه وتناول الطعام واستخدام الحمام.
3) التواصل مع الطفل عن طريق التحدث معه والاستماع إليه ومشاركته اللعب.
4) تعليم الطفل كيف يشارك الأطفال الآخرين اللعب وكيف يختلف معهم أحياناً.
5) تشجيع المهارات الاجتماعية مثل مساعدة الآخرين والتعاون معهم والاهتمام بهم.
6) تعويده على استخدام الكلمات اللطيفة مثل شكراً ومن فضلك والتي تساعد على تسهيل وإنجاح علاقاته مع الأطفال الآخرين.
7) وضع ضوابط وحدود معقولة للسلوك بحيث تبتعد عن استخدام العيب.. الحرام والممنوع.
8) اصطحاب الطفل إلى الأماكن المختلفة في البيئة المحيطة مثل الحدائق، والمحال والمكتبة.
9) بث قيم العمل والإصرار والمبادرة.
10) القراءة للطفل كل يوم.
11) إعطاؤه القدوة، فالطفل يحب التقليد والآباء هم أول وأهم معلمين لأطفالهم.
12) توفير المطبوعات مثل المجلات والكتب والقصص ليطلع عليها، وكذلك الأدوات والألوان ليرسم ويلون ويكتب ويشخبط



رابعا : التفكير الوجدانى :-




إن الذكاء الوجداني يمكن اكتسابه وتعلمه، من خلال الكثير من الأساليب ومنها المحافظة على المشاعر الطيبة والإيجابية عند التعامل مع الآخرين، وأن ندرب أنفسنا جيداً على مواجهة الأزمات بهدوء، وأن نتصدى لحل الخلافات. 
ويمكن الاستفادة من الذكاء الوجداني وتنميته في دفع العلاقات الأسرية إلى المزيد من الاستقرار، كما أن استخدام مبادئ الذكاء الوجداني يساعد الوالدين على إنشاء علاقات قوية مع أبنائهما، ويساهم في تنمية الذكاء الوجداني عند الأبناء. 
ومن ثم فإن الذكاء الوجداني يلعب دوراً مهماً في توافق الطفل مع والديه وإخوته وأقرانه وبيئته، بحيث ينمو سوياً ومنسجما مع الحياة، وكذلك يساعد الذكاء الوجداني على تجاوز أزمة المراهقة، فالطلاب الذين تمتعوا بالذكاء الوجداني ازدادت قدرتهم على التأقلم مع الشدة النفسية وانخفضت نسبة التصرفات العدوانية لديهم. 



0 التعليقات:

إرسال تعليق

أطفالنا يحتاجون منك أن تترك لهم بصمة

 

FnOn AtFaLnA Copyright © 2011 Designed by Ipietoon Blogger Template and web hosting