دوافع الطفل للتعبير الفني:
لمعرفة دوافع السلوك أهمية بالغة بالنسبة للمربي، ذلك أن موضوع الدوافع وثيق الصلة بعمليات الإدراك والتذكر والتخيل والتفكير والتذوق بل حتى أشكال التعبير الفني، فهنالك الكثير من الدوافع التي تستثير الأطفال وتجعلهم يظهرون تعبيرات ويؤدون أفعالاً يمكن تصنيفها في إطار العمل الفني، ومن دوافع التعبير الفني لدى الأطفال :
الإشباع الحسحركي: بعد السنة الثانية تقريباً، تزداد سيطرة الطفل على حركاته فيمسك بالأشياء ويقبض عليها، ويستطيع أن يمارس (الشخبطة) إذا توافرت الأقلام أو الطباشير، ويكون الطفل في هذه المرحلة مولعاً بحركات جسمه، وما ينجم عنها من آثار يمكن رؤيتها أو سماعها، أو لمسها. وكذلك يكون الطفل خلال هذه المرحلة مشغولاً باكتشاف العلاقة بين أحاسيسه وسلوكه الحركي، أي: إدراك الطفل العلاقة بين حركات يديه ـ مثلاً وبين آثارها على الورق أو الجدران، وهو أمر يعكس قدرة الطفل على إدراك البيئة الخارجية بوصفها شيئاً منفصلاً عنه.
التعبير عن المشاعر والانفعالات: يتعرض الطفل شيئاً فشيئاً في سياق تنشئته الاجتماعية لضغوط الكبار، كما يتعرض إلى الكثير من أشكال الصراع والإحباط والكبت لانفعالاته ورغباته التي قد لا تجد طريقها للإشباع، فضلا عن انعكاسات الفقر والحرمان والتجارب المؤلمة، مما ينجم عنه شعوراً بالتوتر والقلق، قد يصل أحياناً إلى حد الاضطراب النفسي، ما لم يجد الطفل الوسيلة الملائمة، التي يمكنه عن طريقها التعبير عن مخاوفه وانفعالاته وصراعاته .
والتعبيرات الفنية واحدة من الأساليب السليمة التي تسمح للمشاعر بالظهور، كما تُيسر الفرصة لإشباع الرغبات التي لم تجد فرصة للإشباع في الواقع، ويعد التعبير الفني من هذا المنطلق وسيلة يسقط من خلالها الطفل مشاعره الداخلية التي تعكس صورته عن نفسه وعن العالم المحيط به، وقد يبدو ذلك واضحاً في تكرار الطفل لرسم بعض المواقف دون غيرها، أو من خلال المبالغة أو الحذف في بعض مفردات التعبير الفني، وهذا الأمر، يظهر أهمية التربية الفنية في بناء شخصية الطفل، إذ ان ممارسة الأنشطة الفنية والتعبير عما تكنه النفس من أحاسيس وأفكار تشعر التلميذ بالراحة والاتزان النفسي، وهي في الوقت نفسه رسالة يقدمها التلاميذ لمعلميهم وذويهم عن ما يعتمل في دخيلة أنفسهم من حاجات ومشاعر ومخاوف .
ويفسر بعض من علماء النفس دوافع التعبير الفني، ضمن الإعلاء والتسامي، والتي تشير إلى أن التعبير الفني وسيلة دفاع لا شعورية يمارسها الفرد للإبقاء على توازنه النفسي بتحويل الطاقة النفسية (من دوافع ورغبات غير مقبولة) إلى أنشطة وفعاليات فنية تلقى تأييد وإعجاب الآخرين، والتسامي بهذه الكيفية، يتضمن تساميا بدوافع الفرد ومشاعره وانتشالها من مستوى بدائي إلى مستوى راقٍ متحضر، وتكاد منجزات الحضارة البشرية أن تكون بالدرجة الأولى نتاجاً لعملية التسامي هذه التي قام بها أفراد المجتمع البشري منذ الخليقة .
الحاجة إلى التقدير وتحقيق الذات: هنالك حاجة لدى الطفل تدفعه إلى توظيف إمكانياته وترجمتها إلى حقيقة واقعة ترتبط بالتحصيل والإنجاز والتعبير عن الذات، وبشكل تجعل المتعلم يشعر بهويته وقيمته بين الآخرين، بمعنى: أنه يسعى للقيام بأعمال تجعله يشعر بتفرده وهويته فضلاً عن الحصول على استحسان وتقدير المحيطين به ، والأنشطة الفنية تساعد الطفل، ربما أكثر من أي نشاط آخر، على تنمية مفهوم الذات لدية وشعوره بالرضا عن النفس، ذلك أن أغلب مجالاتها تغلب عليها الناحية العملية الملموسة، كما أنها تمنح الطفل حرية وإمكانية أوسع للتعبير عن استعداداته وميوله الخاصة، فضلاً عن تأكيد مشاعر المقدرة والتفرد المرتبطة بالإنجاز، ذلك أن لكل عمل فني قيمة تتوقف على مدى ظهوره في طابع مميز له، يختلف في أجزائه وكيانه عن عمل فني آخر.
الحاجة إلى الانتماء والاتصال الاجتماعي: إن ممارسة العمل الفني والاستمتاع به، وعرضه في أجواء اجتماعية يلبي لدى الأطفال حاجة الانتماء إلى الجماعة، فيشعرهم بالتقدير والأمان. والتعبيرات الفنية بوصفها رسائل رمزية موجهة إلى الآخرين من شأنها أن تستدعي استجابات الوالدين والرفاق والمعلمين، وهذه الاستجابات توفر المعلومات لتقويم السلوك من حيث ملاءمته أو تعديله وتشكل الأساس في تعلم التكيف في المواقف الاجتماعية وفي شعور الطفل أنه جزء من جماعة، بمعنى: أن النشاط الفني هو عملية اتصال فعاله تجتذب الآخرين، وقد تؤدي إلى تكوين جماعات فنية يربطها ويوحدها الاهتمام المشترك، وهذه الجماعات توجد وتستمر بفعل التفاعل ألاتصالي الذي يتوافر بين أعضائها، وقد يمنحها تميزاً وحضوراً ملموساً في سياق حضور جماعات أخرى.
اللعب والتسلية: يسعى الأطفال في مراحل أعمارهم المختلفة إلى إشغال وقت الفراغ باللعب والتسلية، والنشاط الفني هو أحد مظاهر اللعب المثمر الذي يوفر للأطفال استغلالا لوقت ضائع هم بحاجة لاستثماره بتعلم أشياء جديدة، ويجنبهم بعض من الأزمات النفسية، ذلك أنه عملية ترويحية تسهم في التخفيف عن المعاناة والتغلب على المخاوف .
لمعرفة دوافع السلوك أهمية بالغة بالنسبة للمربي، ذلك أن موضوع الدوافع وثيق الصلة بعمليات الإدراك والتذكر والتخيل والتفكير والتذوق بل حتى أشكال التعبير الفني، فهنالك الكثير من الدوافع التي تستثير الأطفال وتجعلهم يظهرون تعبيرات ويؤدون أفعالاً يمكن تصنيفها في إطار العمل الفني، ومن دوافع التعبير الفني لدى الأطفال :
الإشباع الحسحركي: بعد السنة الثانية تقريباً، تزداد سيطرة الطفل على حركاته فيمسك بالأشياء ويقبض عليها، ويستطيع أن يمارس (الشخبطة) إذا توافرت الأقلام أو الطباشير، ويكون الطفل في هذه المرحلة مولعاً بحركات جسمه، وما ينجم عنها من آثار يمكن رؤيتها أو سماعها، أو لمسها. وكذلك يكون الطفل خلال هذه المرحلة مشغولاً باكتشاف العلاقة بين أحاسيسه وسلوكه الحركي، أي: إدراك الطفل العلاقة بين حركات يديه ـ مثلاً وبين آثارها على الورق أو الجدران، وهو أمر يعكس قدرة الطفل على إدراك البيئة الخارجية بوصفها شيئاً منفصلاً عنه.
التعبير عن المشاعر والانفعالات: يتعرض الطفل شيئاً فشيئاً في سياق تنشئته الاجتماعية لضغوط الكبار، كما يتعرض إلى الكثير من أشكال الصراع والإحباط والكبت لانفعالاته ورغباته التي قد لا تجد طريقها للإشباع، فضلا عن انعكاسات الفقر والحرمان والتجارب المؤلمة، مما ينجم عنه شعوراً بالتوتر والقلق، قد يصل أحياناً إلى حد الاضطراب النفسي، ما لم يجد الطفل الوسيلة الملائمة، التي يمكنه عن طريقها التعبير عن مخاوفه وانفعالاته وصراعاته .
والتعبيرات الفنية واحدة من الأساليب السليمة التي تسمح للمشاعر بالظهور، كما تُيسر الفرصة لإشباع الرغبات التي لم تجد فرصة للإشباع في الواقع، ويعد التعبير الفني من هذا المنطلق وسيلة يسقط من خلالها الطفل مشاعره الداخلية التي تعكس صورته عن نفسه وعن العالم المحيط به، وقد يبدو ذلك واضحاً في تكرار الطفل لرسم بعض المواقف دون غيرها، أو من خلال المبالغة أو الحذف في بعض مفردات التعبير الفني، وهذا الأمر، يظهر أهمية التربية الفنية في بناء شخصية الطفل، إذ ان ممارسة الأنشطة الفنية والتعبير عما تكنه النفس من أحاسيس وأفكار تشعر التلميذ بالراحة والاتزان النفسي، وهي في الوقت نفسه رسالة يقدمها التلاميذ لمعلميهم وذويهم عن ما يعتمل في دخيلة أنفسهم من حاجات ومشاعر ومخاوف .
ويفسر بعض من علماء النفس دوافع التعبير الفني، ضمن الإعلاء والتسامي، والتي تشير إلى أن التعبير الفني وسيلة دفاع لا شعورية يمارسها الفرد للإبقاء على توازنه النفسي بتحويل الطاقة النفسية (من دوافع ورغبات غير مقبولة) إلى أنشطة وفعاليات فنية تلقى تأييد وإعجاب الآخرين، والتسامي بهذه الكيفية، يتضمن تساميا بدوافع الفرد ومشاعره وانتشالها من مستوى بدائي إلى مستوى راقٍ متحضر، وتكاد منجزات الحضارة البشرية أن تكون بالدرجة الأولى نتاجاً لعملية التسامي هذه التي قام بها أفراد المجتمع البشري منذ الخليقة .
الحاجة إلى التقدير وتحقيق الذات: هنالك حاجة لدى الطفل تدفعه إلى توظيف إمكانياته وترجمتها إلى حقيقة واقعة ترتبط بالتحصيل والإنجاز والتعبير عن الذات، وبشكل تجعل المتعلم يشعر بهويته وقيمته بين الآخرين، بمعنى: أنه يسعى للقيام بأعمال تجعله يشعر بتفرده وهويته فضلاً عن الحصول على استحسان وتقدير المحيطين به ، والأنشطة الفنية تساعد الطفل، ربما أكثر من أي نشاط آخر، على تنمية مفهوم الذات لدية وشعوره بالرضا عن النفس، ذلك أن أغلب مجالاتها تغلب عليها الناحية العملية الملموسة، كما أنها تمنح الطفل حرية وإمكانية أوسع للتعبير عن استعداداته وميوله الخاصة، فضلاً عن تأكيد مشاعر المقدرة والتفرد المرتبطة بالإنجاز، ذلك أن لكل عمل فني قيمة تتوقف على مدى ظهوره في طابع مميز له، يختلف في أجزائه وكيانه عن عمل فني آخر.
الحاجة إلى الانتماء والاتصال الاجتماعي: إن ممارسة العمل الفني والاستمتاع به، وعرضه في أجواء اجتماعية يلبي لدى الأطفال حاجة الانتماء إلى الجماعة، فيشعرهم بالتقدير والأمان. والتعبيرات الفنية بوصفها رسائل رمزية موجهة إلى الآخرين من شأنها أن تستدعي استجابات الوالدين والرفاق والمعلمين، وهذه الاستجابات توفر المعلومات لتقويم السلوك من حيث ملاءمته أو تعديله وتشكل الأساس في تعلم التكيف في المواقف الاجتماعية وفي شعور الطفل أنه جزء من جماعة، بمعنى: أن النشاط الفني هو عملية اتصال فعاله تجتذب الآخرين، وقد تؤدي إلى تكوين جماعات فنية يربطها ويوحدها الاهتمام المشترك، وهذه الجماعات توجد وتستمر بفعل التفاعل ألاتصالي الذي يتوافر بين أعضائها، وقد يمنحها تميزاً وحضوراً ملموساً في سياق حضور جماعات أخرى.
اللعب والتسلية: يسعى الأطفال في مراحل أعمارهم المختلفة إلى إشغال وقت الفراغ باللعب والتسلية، والنشاط الفني هو أحد مظاهر اللعب المثمر الذي يوفر للأطفال استغلالا لوقت ضائع هم بحاجة لاستثماره بتعلم أشياء جديدة، ويجنبهم بعض من الأزمات النفسية، ذلك أنه عملية ترويحية تسهم في التخفيف عن المعاناة والتغلب على المخاوف .
د./ شيماء أحمد هلال
نشر بتاريخ 22-10-2010
1 التعليقات:
هل يمكن أن يكون بختصار
إرسال تعليق
أطفالنا يحتاجون منك أن تترك لهم بصمة