الخميس، يناير 27، 2011

فنون الأطفال وأهميتها


فنون الأطفال 


إن فن الطفل لغة عالمية يشترك فيها كل أطفال العالم من حيث رموزها التشكيلية والفنية ، فهم يتحدثون لغة واحدة تختلف فقط في سماتها البيئية .


يتيح الفن للطفل الفرصة لكي يمر بالخبرة الابتكارية بنفسه من خلال حبه للكشف والاستطلاع والبحث والملاحظة والخيال . لذلك لابد أن نترك له حرية اختيار طريقة التعبير ، وأن يمر بمراحل العملية الابتكارية جميعها ، فيقوم بالتجريب محاولا إيجاد علاقات واستكشاف حلول مختلفة حتى يصل إلى ما يشعره بالرضا ، دون أن يعيقه تدخل الكبار .


و لفن الطفل جانب ترويحي ، فهو يشبه نشاط اللعب حيث يقوم الطفل بالتعبير عن ذاته في أثناء اللعب ، عن حبه وكرهه ، وسعادته وحزنه ، وغضبه وسروره ، ومشكلاته واحتياجاته ، وشذوذه وانحرافاته ، وإبداعاته وعبقريته ويتيح هذا الجانب للطفل حرية الحركة ، فتنمو عضلاته وتتآزر حركات العين مع اليد ، ويكتسب عادات اجتماعية، كالعمل والتعاون وتبادل الأدوار مع الآخرين ، فتكون رصيدا له يساعده على تنمية قدراته العقلية ، والوجدانية ، والعضلية .


فاللعب للطفل هو جوهر حياته وتفكيره وكذلك الرسوم التي تعتبر تدريبات طبيعية لعمليات الإدراك ،إذ تساعد على الارتقاء بقدرات الطفل واستعداداته .


إذن الفن يساعد الطفل على الكشف ، وتدريب ، الخيال واستشارة النشاط العقلي ، وتنمية الذوق الفني ، فهو في جوهره انتقائي وإيحائي أكثر منه تصوير حرفي لنقل الواقع .


فالفن ( الرسم ) هو لغة الطفل للتواصل والتفكير ، تتغير وتتشكل مع نموه وارتقائه ، وتزداد رموزه ارتباطاً بالبيئة ، ويمكن اعتبار الرسوم وسيلة للكشف عن شخصية الطفل وكيفية ارتقاء المظاهر المختلفة لنمو عقله وأفكاره ، ووجدانه ، ومشاعره ، وقيمه ، وأخلاقه ، وخياله وإبداعاته .


أوهو تلك الرسوم الحرة النقية التي تنبعث من الأطفال منذ بداية عهدهم حتى مرحلة البلوغ وهي تعبر عن أحاسيسهم وشعورهم على الورق ، أو على أي سطح كان .




أهمية فن الطفل


اتفق كثير من علماء النفس والتربية على بعض الأسس التي تبني عليها أهمية دراسة " فن الطفل " وهي:
1- إن رسوم الأطفال تعتبر الوسيلة التي تساعد الطفل على التواصل والتخاطب مع الآخرين .
2- إن التعبير الفني للطفل يعتبر نوعاً من تركيز الانتباه الذي يساعد الطفل على الكشف والتدقيق في البحث والملاحظة .
3- إن الرسوم لغة يتحاور بها الأطفال مع الكبار ، تختلف أبجديتها عن أبجدية اللغة اللفظية ، وتتمثل في الخطوط والألوان والمساحات والحركة ، فهي لغة مشتركة يتحدث بها كل أطفال العالم .
4- توضح لنا الرسوم كيف ينمو ويرتقي الطفل عقلياً وفكرياً وجمالياً ووجدانياً واجتماعياً ، فهي تعكس لنا إدراك الطفل للعالم من حوله .
5- إن ممارسة الطفل للتعبير الفني تساعده على الاختيار المهني من خلال عمليات التجريب والاستكشاف فيكون الطفل فناناً تشكيلياً أو نحاتاً أو معمارياً أو موسيقياً أو مصوراً فوتوغرافياً أو مصمماً للأزياء.
6- التعبير الفني يساعد الطفل على الاستغراق في الخيال للوصول إلى رؤى جديدة تحمل قيماً واستبصارات لها دلالات ومعاني متنوعة ومختلفة وجديدة ، يتحقق من خلالها إدراك الطفل لذاته المبدعة .
7- إن الرسوم تكشف لنا عن الشخصية السوية ( وغير السوية ) التي تعاني من بعض الاضطرابات النفسية ،فهي وسيلة مهمة للتشخيص يستعملها الآباء والمعلمون والأطباء النفسيين .
8- يعد التعبير الفني مصدراً للمتعة والإثارة العقلية ، ويقدم فرصاً كثيرة لتحقيق الذات وتجديدها باستمرار وتكاملها.
9- التعبير الفني عند الطفل له فوائد ارتقائية وفنية وتربوية وعلاجية تشخيصية ، يمكن من خلاله معرفة الطبيعة الإنسانية الفردية والجماعية .




وقد قسم فيكتور لونفيلد مراحل رسوم الأطفال إلى ست مراحل تبعا لأعمارهم الزمنية, حيث
أكد أن الأطفال يتغيرون لذلك يتغير فنهم ، وكان تقسيمه لارتقاء نشاط الرسم عن الاطفال كما يلي :
1- مرحلة ما قبل التخطيط : من سن الولادة إلى سن الثانية .
2- مرحلة التخطيط : من سن 2 إلى سن 4 سنوات .
3- مرحلة تحضير المدرك الشكلي : من سن 4 إلى سن 7 سنوات .
4- مرحلة المدرك الشكلي : من سن 7 إلى سن 9 سنوات .
5- مرحلة محاولة التعبير الواقعي : من سن 9 إلى سن 11 سنة .
6- مرحلة التعبير الواقعي : من سن 11 إلى سن 13 سنة .




المميزات المشتركة في رسوم الأطفال 


عند البحث في رسوم الأطفال والدراسة المستفيضة لها وجد علماء التربية الفنية المميزات المشتركة التالية منها :


1- إن التخطيطات الأولى التي تصدر عن الأطفال في بداية سنهم لا علاقة لها بالأشياء المرئية ، بل مجرد خطوط متنوعة يتسلى بها الطفل كواحدة من لعبه المختلفة .
2- يرسم الطفل الأشياء التي يعرفها لا الأشياء التي يراها وذلك بعد المرحلة الرمزية 
3- توجد علاقة مرتبطة بين أطفال العالم من حيث نمو الإدراك الكلي ونمو الذكاء العام في التعبير الفني .
4- هناك اتفاق بين جميع الأطفال في الطريقة المتبعة في رسم الإنسان وإيضاح التفاصيل وإظهارها بصورة تدريجية.
5- أن فن الطفل لغة ووسيلة من وسائل التعبير وليس غاية للجمال .
6- يعبر الطفل عن النسب في المرحلة الرمزية بمبالغة بعض أحجام الأجسام المهمة بالنسبة له : ويحذف التفاصيل التي ليس لها أهمية بالنسبة له .
7- الأطفال المتأخرون في الرسم يكون مستواهم كمستوى الأطفال العاديين الذين هم اقل منهم سناً .
8- الأطفال المتأخرون يجيدون النقل ويكونون اقل ذكاء من الأطفال المبتكرين .
9- الأطفال الصغار لا يظهرون ميلاً نحو النماذج بقدر ما يظهرون من ميل ورغبة للأشياء التي تنبعث من الذاكرة .
10- هناك اختلاف كبير بين رسوم الأطفال ورسوم الإنسان البدائي إلا أنها تتفق وتلتقي ببعض المظاهر .
11- الأولاد يظهرون أكثر تفوقاً من البنات في الرسم ، إلا أن البنات يتفوقن على الأولاد في الأعمال الزخرفية ورسم الزهور .
12- الأطفال الصغار في البداية لا يهتمون بالتفاصيل وتمثيل الفراغ والإبعاد ونسب الأجسام بل تأتي هذه في فترة متأخرة .
13- هناك ظواهر طبيعية تلازم رسوم الأطفال كالشفافية والحذف والمبالغة والإطالة والميل والتسطيح ، وتختفي هذه في فترة متأخرة .
14- توجد أنماط واتجاهات كثيرة في رسوم الأطفال ولكل طفل فرديته الخاصة في التعبير .
15- أن رسم الأشخاص هو المفضل والمحبب لدى الأطفال وتأتي رسوم المنازل والأشجار بالمرتبة الثانية .
إقرأ المزيد Résuméabuiyad

الرسم و الأطفال و التفسير النفسى

اهتم الأطفال بالرسم منذ نعومة أظفارهم فهم يرسمون على الأرض والحائط والورق ، وإلي جانب الناحية الفنية والجمالية والإبداعية لرسوم الأطفال فإن هناك دلالات نفسية لما يقومون برسمه .. فهناك فرق في الدلالة بين رسم عنصر كبير ورسم نفس العنصر بحجم صغير ( فروق من حيث النسب )، وهناك فرق في الدلالة لحذف عناصر من الرسم ، أو الإكثار منها بشكل مبالغ ( فروق من حيث التفاصيل ، وتسلسلها ومدى تأكيدها من حيث المحو والتظليل ) ، وهناك فرق في الدلالة من حيث رسم عنصر في موضع ما ورسم نفس العنصر في موضع آخر ( فروق من حيث المنظور وموضع عناصر الرسم واتجاهها وحركتها ) ، وهناك فرق في الدلالة لرسم عنصر بخط باهت ورسم نفس العنصر بخط واضح ( فروق من حيث الخط ، ومدى استقامة الخط وتعرجه وانحنائه ) ، وهناك فرق في الدلالة بين عنصر لا يكاد يظهر على ورقة الرسم ورسم ذات العنصر بخط يخرم الورقة ( فروق من حيث الضغط ) ، وهناك فرق في الدلالة بين تلوين عنصر بلون معين ، وتلوين ذات العنصر بلون آخر ( فروق من حيث دلالات اللون ) .. إلى آخر عناصر تحليل الرسوم التي يمكن لنا أن نبحث عن دلالتها النفسية ..

ومن حيث اهتمام علماء النفس بتحليل الرسوم للتعرف على المشكلات النفسية ، فهناك أسلوبين للوصول إلى ذلك ، الأسلوب الأول يعتمد على الاختبارات النفسية المقننة ( مثل اختبار رسم الشخص ، واختبار رسم حيوان ، واختبار رسم الأسرة ، ورسم الأسرة المتحركة ، واختبار رسم البيئة ، وغيرها من اختبارات الرسم الإسقاطية .. ) ، والأسلوب الآخر يعتمد على تحليل الرسم الحر الذي يقم به المفحوص ( وهو يحتاج إلى أخصائي نفسي مدرب ) ..

ولعل أهم الأشكال التي يهتم برسمها الأطفال هي رسم شكل الإنسان ، وقد اهتم المتخصصون بتحليل رسم الشخص للأسوياء والمرضى النفسيين والجانحين ، وسيئي التوافق ، وغيرهم .. حيث تبين من الدراسات أن لكل فئة إكلينيكية نمط عام يميز رسومهم للشخص ..

ووفقاً لماكوفر فإن ثمة ارتباط وثيق الصلة بين الشكل المرسوم وبين شخصية الفرد القائم بالرسم ، وأن الفرد لابد أن يرسم شعورياً أو لاشعورياً بناء على النسق الكلي لقيمه النفسية ، ويكون الجسم أو الذات ، هو أكثر نقطة مرجعية جوهرية في أي نشاط ، وتبعاً لهذا الاستثمار للطاقة النفسية في أعضاء الجسم فإن رسم الشخص ، من خلال كونه يتضمن إسقاط صورة الجسم ، يمدنا بأداة طبيعية لنقل التعبير عن حاجات جسم الفرد وصراعاته .

وأنه فيما يتعلق بعناصر الرسم التي تميز الأطفال سيئي التوافق في رسم شكل الإنسان " رسم الشخص" ، فقد اتضح من خلال عديد من الدراسات أن هؤلاء الأطفال يقومون برسم شكل إنساني غير مكتمل ، مائل ، ذي عيون فارغة أو بدون عيون ، كذلك يحذفون الفم والأذرع ، ويشوهون الوجه ، ويستخدمون تظليل كثيف في رسم الشكل ، ويكون ارتفاع الشكل أقل من اثنين بوصة ، وفي الغالب يضعون الشكل في أحد أركان صحيفة الرسم .

ووجدت Koppitz أن الأطفال الخجولين يميلون بدرجة كبيرة إلى رسم أشكال بالغة الصغر ، وقطع الأيدي وحذف الأنف والفم ، ورسم شكل مائل ، وحذف القدم ..

بينما وجد في العديد من الدراسات أن المراهقين الجانحين يميلون إلى رسم يد منقبضة وذراعاً مفروداً مبتعداً عن الجسم مما يدل على تمردهم ، ويظهر التعبير عن العدوان من خلال رسم عناصر معينة لشكل الإنسان مثال ذلك : رسم خط فاصل للفم ، ظهور تفاصيل الأسنان ، رسم أصابع ذات سنابل ، رسم الأيدي منقبضة ، تأكيد فتحتي الأنف ، رسم أكتاف مربعة ، رسم أصابع القدم لشكل غير معرى . و عدم التناسق الواضح بين الأطراف ، رسم الأسنان بارزة ، رسم أذرع طويلة ، رسم الأيدي كبيرة في الحجم ورسم أعضاء التناسل ، وأيضاً التظليل ، الضغط ، وتعبيرات الوجه العدائية ، كذلك وجد أن الجانحين العدوانيين يميلون إلى رسم أكتاف مربعة ، ورسم خط فاصل للفم ، بينما يميل الجانحون الانسحابيون نحو حذف ملامح الوجه ، حذف الأذرع وتعتيم ملامح الوجه .

هذا ويميل جناح الأحداث - وخاصة المراهقين منهم - إلى رسم أشكال عارية ، ويشير England إلى أن الأطفال الجانحين يميلون إلى أن يضمنوا في رسومهم صوراً لأطفال خائفين من الناس الآخرين ( البوليس ، السلطات ، أو المسئولين بمكاتب الأحداث ..الخ ) .

كذلك وجد أن جودة الرسم وإتقانه إنما تعبر بشكل ما عن توافق الطفل ، وفي هذا يقررHarris أن الأطفال سيئي التوافق الاجتماعي والانفعالي يكونون أكثر فقراً نوعاً ما على اختبار الرسم من الأطفال جيدي التوافق .

ومن الجدير بالذكر أن دلالات الرسم سابقة الذكر تم الحصول عليها ــ في أغلبها ــ من دراسات أجريت على بيئات غربية لها ثقافتها الخاصة ، ومن ثم يجب أخذها بحذر حين تناول رسوم الأطفال المصريين والعرب بالتحليل ، وهذا يدعونا إلى إجراء مزيد من الدراسات التي تهتم بتحليل الرسوم في مجتمعنا المحلي لإكساب عناصر الرسم الدلالات التي تتفق مع ثقافتنا العربية ، وهويتنا المصرية .
إقرأ المزيد Résuméabuiyad
 

FnOn AtFaLnA Copyright © 2011 Designed by Ipietoon Blogger Template and web hosting